سايروس، أو كما يُعرف "كورش العظيم"، المعروف أيضًا باسم كورش الثاني، هو واحد من أعظم ملوك الفرس الأخمينية. وُلد حوالي عام 600 قبل الميلاد في بيرسس أو بلاد فارس. كان كورش العظيم ملكًا لفارس عندما كانت ولاية تابعة للميديين، ثم ثار عليهم واحتل عاصمتهم إكبتانا (مدينة همدان حالياً) وتخلص من ملكهم أستياجيس.
الإنجازات العسكرية
استولى كورش العظيم على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وحكم من (550-529) ق.م. في عهده، امتدت الإمبراطورية الفارسية لتشمل الشرق الأدنى من بحر إيجه شرقًا إلى نهر السند. توفي كورش العظيم في معركة ضد شعب يعيش شرقي بحر قزوين ويُعرف باسم ماساغيتي.
الإرث
كورش العظيم هو مؤسس الإمبراطورية الفارسية الأخمينية. تحت حكمه، احتضنت الإمبراطورية جميع الدول المتحضرة السابقة في الشرق الأدنى القديم، وتوسعت بشكل كبير. كانت ألقابه الملكية كاملة: الملك العظيم، ملك فارس، ملك أنشان، ملك الإعلام، ملك بابل، ملك سومر وعقد، وملك الزوايا الأربع للعالم.
كورش العظيم معروف أيضًا بإنجازاته في مجال حقوق الإنسان والسياسة والاستراتيجية العسكرية، فضلاً عن تأثيره على الحضارتين الشرقية والغربية. إن إرث كورش العظيم ما زال يعيش حتى اليوم، حيث يُذكر في الكتابات التاريخية والدينية ويُحتفى به كرمز للقيادة العادلة والحكم الرشيد.
أهم القرارات التي اتخذها كورش العظيم
كورش العظيم اتخذ العديد من القرارات الهامة التي أثرت بشكل كبير على الإمبراطورية الفارسية والعالم القديم. إليك بعض القرارات الأكثر أهمية:
- التوسع الإمبراطوري: كورش العظيم استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وحكم من (550-529) ق.م. هذا التوسع الإمبراطوري أدى إلى تأسيس الإمبراطورية الفارسية الأخمينية.
- السياسة الإدارية: قام كورش العظيم بتطبيق سياسة تسمح للمناطق المحتلة بأقصى درجة من الحكم الذاتي. هذه السياسة ساعدت في تعزيز الوحدة والاستقرار في الإمبراطورية الفارسية الواسعة.
- حقوق الإنسان: كورش العظيم معروف بإنجازاته في مجال حقوق الإنسان. أصدر "أسطوانة كورش"، التي تعتبر أول وثيقة لحقوق الإنسان في التاريخ.
- الدين والفلسفة: كورش العظيم كان معروفًا بسياسته الدينية المتسامحة. سمح للشعوب المحتلة بممارسة دياناتهم وعاداتهم الدينية.
هذه القرارات كانت لها تأثير كبير على الإمبراطورية الفارسية والعالم القديم، وما زالت تأثيراتها ملموسة حتى اليوم.
معركته مع شعب ماساغيتي
معركة كورش مع شعب ماساغيتي هي واحدة من الأحداث الهامة في حياة كورش العظيم. ولكن، للأسف، التفاصيل الدقيقة حول هذه المعركة غير متوفرة بشكل كبير. ما نعرفه هو أن كورش العظيم توفي خلال هذه المعركة.
الماساغيتي كانوا شعبًا بدويًا يعيشون في المناطق الشرقية لبحر قزوين. كانوا معروفين بالشر والغدر، حياتهم رعوية، ونظامهم قبلي. يحبون الحرب والسلب ويعبدون الكواكب.
أسطوانة كورش (أقدم وثائق حقوق الإنسان)
أسطوانة كورش هي قطعة طينية تاريخية تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد. تم اكتشافها في عام 1879 في أطلال مدينة بابل في بلاد ما بين النهرين، وهي الآن في حوزة المتحف البريطاني.
نُقش على الأسطوانة كتابة مسمارية باللغة الأكدية. النص المنقوش يثني على كورش العظيم ويحدد نسبه ويصوره كملك من خط الملوك. الأسطوانة تدين الملك البابلي نبو نيد وتصفه بالشرير، وتصور المنتصر كورش وهو يرضي الإله مردوخ.
الأسطوانة تصف كيف حسّن كورش حياة مواطني بابل، وأعاد النازحون إلى وطنهم، وأعاد المعابد والأماكن المقدسة الدينية. لذلك، تُعتبر أسطوانة كورش واحدة من أقدم الوثائق التي تعبر عن حقوق الإنسان.
في النهاية، كورش العظيم، الملك العظيم للإمبراطورية الفارسية، لقي مصرعه في معركة ضد هذا الشعب البدوي. ومع ذلك، يظل إرثه حيًا حتى اليوم، حيث يُذكر في الكتابات التاريخية والدينية ويُحتفى به كرمز للقيادة العادلة والحكم الرشيد.